بـعـيـنـيـكِ يُـسْـتـَسْـقـَى المطر-عبدالله علي الأقزم (السعودية)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

بـعـيـنـيـكِ يُـسْـتـَسْـقـَى المطر

  عبدالله علي الأقزم    

مِنْ وراء ِ المطرِ الأزرق ِ

خاطبتُ فؤادي

كيفَ لا أقـبـلُ حـبـَّـاًَ

في مرايـا جسدي الأخضرِ

قد أمسى قـمرْ

كيفَ لا أعـشـقـُـهُ

بينَ حـروفي

في كـتـابـاتـي

على أجمل ِ شيءٍ

ذابَ فـيـهِ واستمرْ

كيفَ لا يدخلـُني

فصلَ ربـيـع ٍ

كـلَّمـا صـلَّـى خريفي

بينَ أصداء ِ هُـيَـام ٍ

صارَ بـسـتـانَ دررْ

كيفَ لا أحـضـنـُهُ

ليلاً نهاراً

وأنا صرتُ بكـفـَّيهِ

حَماماً وغماماً

وعلى نـهـديـهِ ورداً

وعلى مبسمِهِ الـفـتـَّان ِ

زخـَّاتِ مطرْ

الهوى بدءٌ بـقـلـبـي

وهـوَ في قـلـبـِـكِ

للـبـدء ِ خـبـرْ

قبل أنْ

تـصـحـَبـنـي عـيـنـُـكِ

فجري قد تلاشى

بعد هذي الـصُّـحـبـةِ الـنـَّوراء ِ

في عـيـنِـكِ فجري

قد ظهـرْ

امـلـئـي وجـهـَـكِ

في وجهي

غـرامـاًً واشـتـيـاقـاً

أنـا أدري

في الهوى يحلو النظرْ

انـظري نحوَ فؤادي

هكذا ينكشفُ الحبُّ

فـراتـاً أبـديـَّـاً

قـمـريـَّـاً عـسـلـيـَّـاً

بينَ حرفـين ِ هـمـا

روحُـكِ والآخرُ روحي

حرفـُهُ الأوَّلُ سمعٌ

حـرفـُـهُ الـثـانـي بصرْ

كلُّ أجزائي شهودٌ

إنـَّني أهـواكِ

يـا سـيِّـدةَ الحسن ِ

امـتـداداً أمـمـيـَّـاً

ومعي الساحلُ

لا يخشى الخطرْ

بينَ شـطآن ِ ابـتـسـامـاتٍ

وحضـن ٍ

اغرسيـني بينَ جـنـبـيـكِ

نشيداً عـالـمـيــَّـاً

واجعلي كلَّ صداهُ

بينَ جـنـبـيـكِ سفـرْ

كـلُّ ألـحـان ِ فـؤادي

بينَ ألـحـانـكِ

حُـبـلـى بـالـدُّررْ

كوِّني قلبي شجيراتٍ

وكوني في فمي

أحلى ثمرْ

كـلُّ ما في الـحُـسـن ِ

مِنِ سـحـر ٍ جـمـيـل ٍ

فـيـكِ يـا سـيـِّدةَ الـحُسـن ِ

حـضـرْ

وأنا أشـتـقُّ

مِنْ حُـسـنـِـكِ دربـاً

كيفَ في صدري

وفي شعري وفي قـلبي

عـبـرْ

ألهذا البدرُ

في عـيـنـيـكِ يزدادُ جمالاً

ألهذا بـيـنَ عـيـنـيـكِ

اشـتـهـرْ

كلُّ لون ٍ فاتـن ٍ

كم ذا تـمـنـَّى

بـيـنَ ألوانـِـكِ يـبـقى

ضـمـنَ أنـوارِ الـقـمـرْ

كلُّ سحـر ٍ

دارَ في فستانكِ الأحمر ِ

لا يُـتـقِـنُ إلا لـغـةً

تـُدعَى مطرْ

وعلى صدرِكِ

أمواجُ ريـاحـيـن ٍ

وسـلـسـالٌ مضيءٌ

يصنعُ العالَمَ درَّاً

فيهِ حبٌّ

قـدْ تسامى وتوالـى

مِنْ سماء ٍ لسماء ٍ

وتـعـافـى واسـتـقـرْ

أيُّ شيء ٍ

لا يرى حبَّـكِ

معراجَ جَمَال ٍ

قد تـهـاوى وانكسرْ

حينما كـفـُّكِ في كـفـِّي

يطيران ِ سحابـاً

وعـصـافـيـرَ شـروق ٍ

كلُّ أجزاءِ هـوانـا

هيَ أرقـى

أنْ تـُرَى بـيـنَ الـحُـفـرْ

وكلانـا في الهوى

مدَّان ِ ولكنْ

مدُّكِ الأعلى

على مدِّي انتصرْ

وأنـا في شـفـتـيـكِِ

الصورةُ الأحـلـى

التي تـسـطـعُ

ما بـيـنَ الصورْ

وهواكِ

الأجملُ الأشهى

إلى كلِّ عروقـي

وتـفـاصيـلي

تـتـالى وانـتـشـرْ

حوِّلي الحبَّ بروحي

ألفَ نهرٍ كوثريٍّ

قبلَ أنْ أُصبِحَ

في الهامش ِ صفراً

كلَّما غـنـَّى انـفـجـرْ

أيُّ لفظ ٍ

لا يرى حـبـَّـكِ

معنىً يتسامى

فهوَ يا سيِّدةَ الحُسن ِ

حجـرْ

أنـا مِنْ دونـكِ صحراءٌ

ولكنْ

كـلُّ حرفٍ هـامَ

في عـيـنـيـكِ

يَـسـتـسـقـي الـمطرْ



  عبد الله علي الأقزم
4/10/2008م
4/10/1429هـ
  عبدالله علي الأقزم (السعودية) (2008-10-12)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

بـعـيـنـيـكِ يُـسْـتـَسْـقـَى المطر-عبدالله علي الأقزم  (السعودية)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia